Skip to main content

الفرق بين الطبخ على نار هادئة والطبخ السريع

 لاحظت إن بقى لى فترة كل تدويناتي إما تتحدث عن الحب (أو عدمه) والمشاعر (أو عدمها) أو تدوينات حزينة نكدية بتبني جو من  الكآبة العامة اللي محدش لا طايقها ولا ناقصها اصلا. فقررت بيني وبين نفسي أني مش هكتب حتى يكون عندي شئ خفيف وظريف أكتب عنه. المشكلة للأسف اللي وجهتني هي أن كل اللي بيدور في بالي دلوقتي إما الشغل ومشاكله اللي مبتخلصش أو حوار المشاعر اللي قلت إني مش هتكلم فيه، فقررت أسكت. بس النهارده وأنا في العربية مراوحة البيت من الشغل جائت لي فكرة قلت رغم إنها بتكسر شوية القرار اللي فوق إلا إنها تمشي مع فكرة خفيفة فممكن نعملها إستثناء

فكرت في قد إيه "الإعجاب أو الإنبهار" بشخص ده عامل زي طرق الطبيخ، فيها السريع واللي على نار هادئة والللي الواحد يقعد يجهز فيه ويستنى عليه في الفرن إنه يستوي، مبيستويش. طبعا أنا محبب عليا أقول "الحب عامل زي الطبيخ"، بس من ناحية، أنا لسة من كام يوم بقول إن الإعجاب محتاج كثير علشان يبقى حب أصلا، ومن ناحية تانية حسيت إن الجملة مستهلكة جدا من قبل النكت القالشة.
  
أنا كنت طول عمري بميل للطبيخ السريع، زي طريقة "ستير فراي"، في السريع كده، نقطع الحاجة شرائح وعلى نار عالية أوي . شرائح الديك الرومي مع الخضار وشوية صوص صويا وزي الفل، في دقيقة الطبخة تجهز وهوب في الطبق وبالهنا والشفا. وطبعا لو فكرنا في الكلام ده، نقول إن غالبا السرعة دي هيا اللي كانت جايبانا لوراء . بس يعني، هو ده اللي كنت بعرف أعمله.

المهم، قلت أغير وأجرب حاجة مختلفة، فمن سنة ونص تقريبا ، جربت سكة الناس البطيئة. ماكنتش مستريحة بس الناس كانت بتقولي إدي نفسك فرصة والطبيخ ده مزاج والطعم بيجي مع كثر التتبيل وكده. المهم إتنيلنا إستنينا، وقعدنا نتبل نتبل نتبل، وفي الأخر نحط الديك في الفرن، الديك مبيستويش. 


نيجي بقى للطبخ البطئ أو ال "سلو كوكينج". طول عمري أسمع إنه موجود بس عمري في حياتي ما فكرت أجربه، أصل أنا بطبعي شخصية مستعجلة ومعنديش ذرة صبر. قالك "سلو كوكينج" ده أن الواحدة  فينا يا أختي، تجيب الديك الرومي وتتبله وتحط معاه خضاره والمرقة بتاعته وتسيبه في الفرن على نار هادئة بتاع ٨-١٠ ساعات كده لحد ما يستوي. وبعدين إيه، تتعملي معاه بحرص، يعني كل شوية نفتح الفرن ونقلب الخضار ونسقي الديك مرقة وندخله تاني.

 الستات الشطرة طبعا عارفة إن دي السياسة الصح (زي ما الكتاب قال يعني) علشان الإعجاب يتحول لحب. التقل، الحركات بتاعت البنات..كده يعني. من الأخر ، الوصفة السحرية. زي حتى ما صديقي مجهول الإسم دائما يكتب لي في نصائح تعليقا على كلامي... إتقلي.. متبقيش مدلوقة كده... إختفي شوية وهو ياخد باله...كده يعني.

 الحقيقة.. أنا معنديش أي فكرة الناس بتعرف تعمل الكلام ده إزاي. أنا غير إني أثبت فشلي بجدارة في الطبخ البطئ، أنا أصبحت أنا شخصيا الفرخة اللي جوا الفرن. أه والنعمة. مش قادرة أفتكر أنا إيه اللي خلاني أعمل العملة السوداء دي أصلا وأحط نفسي في الموقف ده وطبعا بما إني إنسانة كبيرة ومسؤولة فأنا مش ممكن ألوم غير نفسي.

تيجي المشكلة بقى، وهو ده اللي كنت بفكر فيه النهارده وأنا مروحة،  طيب، لما الواحد كان بيطبخ طبخ سريع والأكل يتحرق، كان بيتحرق بسرعة برده. جايز الحرقة بتكون جامدة ويصبح الأكل لا يطاق بس، كانت بسرعة ونخلص. وفي الحالة اللي الأكل فيها مستواش اصلا، مفيش لا حرقة قلب ولا يحزنون، الواحد بس كان بيصعب عليه الوقت والمجهود اللي حطه في أم الديك الرومي اللي مفيش منه رجاء. في الطبخ البطئ والتسوية على نار هادئة اللي بتحصل فيا دي دلوقتي، حاطة إيدي على قلبي وبدعي ربنا أن الحرقة متوجعش. أو يعني، مش هنضحك على نفسنا، مفيش حاجة مبتوجعش يوم ما تتحرق، ، بس يا رب ما توجع كثير... متبقاش الفرخة تستوي بالراحة وتتحرق بالراحة وتتاكل بالراحة...دي يبقى إسمها سادية بقى...طب تصدقوا، صعبت عليا الفراخ!

Comments

Anonymous said…
I'm honored that you mentioned me in your blog!:) I know we've been giving you alot of advice and all, but at the end of the day, you are who you are. And hopefully one day you'll find someone that appreciates الطبخ السريع:)....appreciates you for who you are. Don't stress yourself out, don't try to change. Keep up the interesting blogs!

Popular posts from this blog

انا اسفة , مش عايزة اتنيل -0

بمناسبة شهر رمضان الكريم اللي الناس فيه بتبقى زهقانة و عايزة حكايات و بمناسبة اني كل ما اقعد قدام التلفزيون الاقي مسلسل مختلف فيه سوسن بدر بتقول لإبنها او بنتها "عقبال ما افرح بيكي و بمناسبة اذاعة مسلسل عايزة اتجوز اللي كل الناس بتبصلي اني المفروض اخده مثل اعلى و اروح ادور على عريس و بما ان عادة المصريين ان لازم ينكدوا على الواحد في اي مناسبة سعيدة و يفكروا باللي نقصوا في حياتوا و بمناسبة كلمة "عقبال" اللي عمري ما حبيتها ولا طيقتها و بمناسبة العريس الاخير , توتو عضلات اللي خلاني جبت اخري و قلت " رضينا بالهم و الهم مارضيش بينا و بمناسبة حالة الاكتئاب الاخيرة الي كنت فيها مش عارفة اشوف ربع الكوباية المليان احب اشارك معاكوا حكيتي مع الحب و الجواز و الذى منه , هاسميها "انا اسفة , مش عايزة اتنيل" . الحكاية دي فيها فضايح , و اعترافات , جزء لا بأس به من تاريخي الاسود . القصص كتير , منها الي يضحك و منها الي يبكي بس في الاخر هيا حصليت خلاص , و تسببت في تكوين شخصيتي و الي حصل حصل , و جائز لو شاركت الناس, تقدروا انا ليه بقيت كده في ناس هاتزعل مني , عادي متوقعة, ما اك

When Love Died

Yes, love died, about a year ago. No body knows exactly when, but it was sometimes early September or late August. Can you imagine something as big as love dying and no one noticing? Well, people did notice, in a way or another, but rather they couldn't possibly imagine that love , could in fact, die! For some, it changed into other feelings; feelings that could have usually be confused with love - lust, possessiveness , compassion, familiarity, kindness, fear of loneliness or even instinctive protectiveness. But there are a few people who are still lost at see with the void that death of love left behind. They struggle to find meaning. They... Ah well,.. Here are some stories from these people: Scene 4 Greenwich Wednesday, September 4th, 2014 It wasn't very rainy that day, unlike the rest of the week, so Tom thought that today has to be the day. He stopped at Marks and Spenser's on the way to class to pick up some flowers and concealed them cleverly. The day w